سيدنا الشريف المرتضى
المولود 355 المتوفى 436
لو لـــــم يعـــــاجله النوى لتحــــيـرا * وقـــــصاره وقــد انتأوا أن يقصرا
أفكـــــلما راع الخـــــليط تصوبـــــت * عـــــبرات عـــــين لم تقــل فتكثرا
قد أوقـــــدت حــــرى الفراق صبابة * لم تستعــــر ومرين دمعا ما جرى
شغـــــف يكتـــــمه الحـــياء ولوعة * خفيت وحـــــق لمثــــلها أن تظهرا
5 أين الركائب ؟ ! لم يكن ما علنه * صبرا ولكـــــن كـــــان ذاك تصـبرا
لبـــــين داعـــــية النـــــوى فـأريننا * بـــــين القبــاب البيض موتا أحمرا
وبعـــــدن بالبـــــين المشتت ساعة * فكـــــأنهن بعـــــدن عـــــنا أشــهرا
عاجـــــوا عــلى ثمد البطاح وحبهم * أجـــــرى العـيون غداة بانوا أبحرا
وتـــــنكبوا وعـــــر الطريق وخلفوا * مـا في الجوانح من هواهم أوعرا
أمـــــا السلـــــو فـإنه لا يهتدي * قــــصد القـــلوب وقد حشين تذكرا
قـــــد رمــت ذاك فلم أجده وحق من * فــــقد السبيل إلى الهدى أن يعذرا
أهـــــلا بطـــــيف خــــيال مانــعة لنا * يقــــظى ومفضلة علينا في الكرى
مـــــا كان أنعـــــمنا بها مــــن زورة * لــو باعدت وقت الورود المصدرا
جزعـــــت لو خطــات المشيب وإنما * بلـــــغ الشباب مدى الكمال فنورا
والشيـــب إن أنكرت فيه موردا * لا بـــــد يـــــورده الفـتى إن عمرا
يـبـيـض بعـــد ســــواده الشعر الذي * إن لـــم يزره الشيب واراه الثرى
زمن الشبـيـبـــة لأعـــــدتـــــك تحية * وسقـاك منهمر الحيا ما استغزرا
فلطـــالما أضحـــــى ردائــــي ساحبا * فــي ظلك الوافي وعودي أخضرا
فلطـــالما أضحــــــى ردائـــي ساحـــــبا * فــي ظـــــلك الـوافـــي وعودي أخضرا
أيـــــام يـــــرمقـــــني الغـــــزال إذا رنـا * شغــفـــــا ويطــرقــني الخيال إذا سرى
ومرنـــــح فـــــي الكـــور تحسب أنـــــه * اصطبح العقار وإنما اغتبق السرى
بطـــــل صفـــــاه للخـــــداع مـــــزلــــــة * فـــــإذا مشـــــى فيــــه الزماع تغشمرا
أما سألـــــت بـــــه فـــــلا تســـــأل بـــه * نأيـــــا ينـــــاغي فـــــي البـطالة مزمرا
واســـــأل به الجـــــرد العـــــتاق مغيرة * يخـــــبطن هامـــــا أو يطـــــأن سنــورا
يحمـــــلن كـــــل مدجـــــج يقـــري الظبا * عـــــلقا وأنفـــــاس الســـــوافي عـثيرا
قـــــومي الـــــذين وقد دجت سبل الهدى * تـــــركوا طــريق الدين فينا مقمرا
غـــــلبوا عــلى الشرف التليد وجاوزوا * ذاك التـــــليد تـــــطـــــرفـــــا وتخــــيرا
كـــــم فيهـــــم مـــــن قســـــور متخــمط * يـــــردي إذا شـــــاء الهــزبر القسورا
متـــــنمر والحـــــرب إن هتـــــفت بـــــه * أدتـــــه بســـــام المحـــــيا مــسفـــــرا
وملـــــوم فـــــي بذلـــــه ولطـــــالــمـــــا * أضحـــــى جـــديرا في العلا أن يشكرا
ومـــــرفع فـــــوق الرجـــــال تخـــــالــه * يـــــوم الخـــــطابة قـد تسنم منبرا
جمعـــــوا الجـــــميل إلى الجــمال وإنما * ضمـــــوا إلــى المرأى الممدح مخبرا
سائـــــل بهـــــم بـــــذرا واحــــــدا والتي * ردت جبيـــــن بـــــني الضلال معـــفرا
لله در فـــــوارس فـــــي خـــــيـــــبــــــــر * حمـــــلوا عـــــن الاسـلام يوما منكرا
عصفـــــوا لسلطـــــان اليهــود وأولجوا * تـــــلك الجـــــوانح لـــــوعة وتحـسرا
واستـــــلحموا أبطـــــالهم واستخــرجوا * الأزلام مـــــن أيــديهم والميسرا
وبمـــــرحب ألـــــوى فتـــــى ذو جـــمرة * لا تصطـــــلي وبســـالة لا تقترى
إن حـــــز حز مطبـــــقا أو قـــــال قــــال * مصدقـــــا أو رام رام مـــــظـــهـــــرا
فثـــــناه مصفـــــر البـــــنان كـــــأنمــــــا * لطـــــخ الحــــمام عليه صبغا أصفرا
شهـــــق العـــــقاب بشلوه ولقــــــد هفت * زمنـــــا بـــــه شم الذوائب والـــذرى
أمـــــا الرســـــول فقـــــد أبـــــان ولاءه * لـــــو كـــــان ينـــــفع حـايرا أن ينذرا
أمضـــــى مقـــــالا لـــــم يقلــــه معرضا * وأشـــــاد ذكـــــرا لـــــم يشده معــذرا
وثـــــنى إليـــــه رقـــــابهم وأقـــــامــــه * عـــــلما عـــلــى باب النجـــاة مشهرا
ولقـــــد شفـــى يوم (الغدير) معاشرا * ثـــــلجـــــت نفــــوسهم وأودى معشرا
قلعـــــت به أحـــــقادهم فمـــــرجــــع * نفســـــا ومـــــانع أنـــــة أن تجـــــهرا
يا راكـــــبا رقصـــــت بـه مهرية * أشبـــــت لساحتـــــه الهمـوم فأصحرا
عج بالغـــــري فـــــإن فيـــــه ثـــاويا * جبـــــلا تطـــــأطــــأ فاطمأن به الثرى
وأقـــــر الســـــلام عليه من كلف به * كشفـــــت لـــــه حجب الصباح فأبصرا
ولو استطعـــــت جعــــلت دار إقامتي * تـــــلك القبـــــور الزهـــــر حتـى أقبرا |