وإلــــى أميـــر المؤمنين بعثتها
بهاء الدين الأربلي
المتوفى: 692 / 3
وإلــــى أميـــر المؤمنين بعثتها * مثل السفاين غـمن في تيار
تحــكي السهام إذا قطعن مفازة * وكــــــأنها فـي دقــــــة الأوتــــار
حمــــــال أثقــال ومسعف طالب * وملاذ ملهــــــوف ومــــوئل جار
شـــرف أقر به الحسود وسودد * شــــــاد العــلاء ليعرب ونزار
وسماحــــــة كالماء طاب لوارد * ظــــــام إليــــــه وسطــوة كالنار
ومآثــــــر شهــــد العدو بفضلها * والحــق أبلج والسيوف عواري
ســـــل عنه بدرا إذ جلا هبواتها * بشــــــباة خــطي وحد غرار
حيــــــث الأسنــة كالنجوم منيرة * تـخــــــفى وتبدو في سماء غبار
واســـأل بخيبر إن عرتك جهالة * بصحــــــايح الأخبار والآثار
واسأل جموع هوازن عن حيدر * وحــــــذار من أسد العرين حذار
واسأل بخــــــم عــن علاه فإنها * تقــــــضي بمجــــد واعتلاء منار
بــــــولائه يرجـــو النجاة مقصر * وتحــــــط عـــــنه عظايم الأوزار
ويقول فيها :
بــــــولائه يرجـــو النجاة مقصر * وتحــــــط عـــــنه عظايم الأوزار
عرج على أرض الغري وقف به * والثـــم ثــــــراه وزره خير مزار
واخلــع بمشهده الشريف معظما * تعـــظيم بيت الله ذي الأستار
وقل:السلام عليك يا خير الورى * وأبا الهــــــداة الســــــادة الأبرار
يا آل طاهــــــا الأكــــــرمين ألية * بكــــــم وما دهــــــري يمين فجار
إني منحــــــتكم المــــــودة راجــيا * نـــــيل المنى في الخمسة الأشبار
فعــــــليكم منــــــي الســـلام فأنتم * أقصى رجاي ومنتهى إيثاري
وله من قصيدة في كتابه " كشف الغمة " ص 197 قوله :
وتعــــــرض إلــــــى ولاء أنـــــاس * حبــــــل معــــروفهم قوي مرير
خــــــيرة الله في الأنــــــام ومـــــن * وجــــــه مــــــواليهم بــــــهــي منير
أمنــــاء الله الكــــــرام وأربــــــاب * المعالــــــي فــــــضلهم مــشــــــهور
المفيدون حيــــــن يخفــــــق سـعي * والمجــــــيرون حــــــين عـز المجير
كرموا مـــــولدا وطابــــــوا أصولا * فبطــــــون زكــــــية وظــــــهــــور
عــــــترة المصطـفى وحسبك فخرا * أيها الســــــائلي البــــــشير النــــذير
بعلى شيــدت معالــــــم ديــــــن الله * والأرض بالعــــــنــــــاد تــــــمــــــور
وبه أيــــــد الآلــــــه رســــــول الله * إذ ليــــــس فــــــي الأنــــــام نـــصير
وبأولاده الهــــــداة إلــــــى الحـــق * أضـــــــاء المستــــــبهم الديجــــــور
سل حنينا عــــــنه وبــــــدرا فــــما * يخــــــبر عـــما سألت إلا الخبير
إذ جــــــلا هبـوة الخطوب وللحرب * زنــــــاد يشــــــب منــــــها سعــــــير
حــــــسدوه عــــــلى مآثر شــــــتى * وكــــــفاهــــــم حــــــقدا عليه الغدير
أسد ماله إذا استــــــفحل الــــياس * سوى رنــــــة الســــــلام زئــــــيــــر
ثابــــــت الجـأش لا يروعه الخطب * ولا يعـــــتــــــريه فيــــــه فــــــتـــور
أعرب السيف منه إذ أعجم الرمح * لأن العــــــــــدى لديــــــه سطــــــور
عزمات أمضى من القدر المحتوم * يجــــــري بحــــــكــمـه المـــقــــــدور
ومــــــزايا مفــــــاخر عـطر الأفق * شــــــذاها يخــــــال فيــــــها عـبـيــــر