تصحيح المقطع الأول من حديث الغدير
السؤال: تصحيح المقطع الأول من حديث الغدير
هل وردت جملة (( الست اولى بالمؤمنين من انفسهم )) في حديث الغدير بسند صحيح عند اهل السنة ومن صححها من علماء السنة؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردت جملة (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم) أو (ألست أولى بكم من أنفسكم) وأشباه هذه الجملة في روايات عدة في الكتب المعتبرة وبأسانيد موثقة وقد صححها جملة من علماء أهل السنة ومحققيهم ومحدثيهم فلا ندري لماذا يشكك إخواننا في هذا الوقت في هذا الحديث المتواتر وهذه المفردات الثابتة الصحيحة.
وسأقتصر بذكر كلام محدث العصر عند السنة الشيخ الألباني في هذا المقطع ونرجو أن تراجع كلامه بنفسك حول هذا الحديث (حديث الغدير) فأقرأ ما خرجه في سلسلته الصحيحة رقم الحديث(1750) وأخراجه له بخمسة عشر صفحة وحكم بتواتره وهو مفيد:
أما العبارة التي سألت عنها فسنذكر لك بعض الأحاديث التي وردت فيها ومنها:.
1ـ أول حديث ذكره الألباني في تخريجة لحديث الغدير (من كنت مولاه فعلي مولاه) قال فيه: ثم قال: (إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن) ثم أخذ بيد علي فقال من كنت وليه فهذا وليه). ونقله عن النسائي في خصائص علي والحاكم وأحمد وابن أبي عاصم والطبراني قال: وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
قلت (الألباني): سكت عنه الذهبي، وهو كما قال لولا أن حبيباً كان مدلساً وقد عنعنه، لكنه لم يتفرد به فقد تابعه فطر بن خليفة عن أبي الطفيل فقال: جمع علي (رض) الناس في الرحبة ثم قال لهم: أنشد الله أمرئ مسلم سمع رسول الله(ص) يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من الناس (وفي رواية فقام ناس كثير) فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس:
((أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟)) قالوا: نعم يا رسول الله، قال: ((من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وآل من وآلاه وعاد من عاداه)).
قال: فخرجت وكأن في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت علياً يقول كذا وكذا!، قال: فما تنكر!؟ قد سمعت رسول الله(ص) يقول ذلك له.
قال الشيخ الألباني:
أخرجه احمد وابن حبان وابن أبي عاصم والطبراني والضياء قلت (الألباني): وإسناده صحيح على شرط البخاري وقال الهيثمي في المجمع(9/104): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة.
وأخرجه الحاكم (3/109 ـ 110) وصححه على شرط الشيخين ولم يوافقه الذهبي ولا الألباني هنا.
وأخرجه الحاكم أيضاً (3/110) عن ابن عباس عن بريده وفيه:
فقال: يا بريده ألستف أولى بالمؤمنين من أنفسهم... وقال: صحيح على شرط مسلم وسكت عنه الذهبي.
وقال الألباني عنه: وهذا اسناد صحيح على شرط الشيخين وتصحيح الحاكم على شرط مسلم وحده قصور.
تقول: أنظر لفعل الألباني أخينا العزيز فانه ينتقد الحاكم على قصوره في تخريجه على شرطهما واقتصاره على القول بأنه على شرط مسلم ولا يرد على الذهبي الذي سكت عنه ولم يحرك هنا بنت شفة!وفي الأخير لابد أن ننبه على قاعدة وهي أن الحديث الذي يثبت تواتره أو ينص على تواتره لا يبحث فيه عن صحة أسانيده فانه قصور في معرفة أصول علم الحديث واما لو أراد أحد المناقشة فليناقش أولاً في ثبوت التواتر فلاحظ!!
ودمتم سالمين